هدفنا أن تعرف الإله الواحد الحقيقي وتكرمه وتطيعه وتُعَرِّف الآخَرين به.
هل يمكن للمسيحيين أن يستخدموا كلمة “الله”؟
السلام عليكم
سأل الكثيرون السؤال التالي:
لقد كان يُقال لي طوال الوقت إنَّ الله إله مزيف، فكيف يمكن أن تقول إنَّ المسيحيين يمكنهم أن يستخدموا كلمة “الله” للإشارة إلى الإله في اللغة العربية؟
هذا سؤال جيد جدًا!
ربما يساعد هذا الاقتباس على إجابة سؤالك:
“…من المثير للاهتمام أن نلاحظ أنَّ بولس، بالرغم من رفْضه مفهوم الأثينيين الخاطئ عن الله، لم يرفض الكلمة التي استخدموها للإشارة إلى الله، وهي “ثيوسTheos”، الكلمة اليونانية التي كانت شائعة للإشارة إلى الإله.
يقول بعضُ المسيحيين دون تفكير: “الله ليس هو الإله“. هذا هو الكفر المطْلق عند المسلمين، وعلاوة على ذلك، فهو كلام من الصعب فهمْه. “الله” هي الكلمة العربية الأساسية للإشارة إلى الإله إذْ أنَّ معناها “الإله“. ولكن هناك بعض الاستثناءات الطفيفة. فمثلًا يستخدم الكتاب المقدس كلمة غير “الله” للإشارة إلى الإله في بعض البلاد الإسلامية (مثل البلاد الفارسية والأردية). ولكن لأكثر من خمسمائة عام قبْل محمد، كانت الغالبية العظمى من اليهود والمسيحيين في شبه الجزيرة العربية يُطلقون على الإله اسم “الله“. فكيف يمكن أن نقول إنه لا يمكن أن ندعو الإله باسم “الله“؟ وإنْ كان الأمر كذلك، فلِمَن كان أولئك اليهود والمسيحيون يُصَلّون؟
وماذا عن العَشرة إلى اثني عشر مليون مسيحيّ عربيّ الموجودين اليوم؟ إنهم يُسَمون الإله “الله” في أناجيلهم وفي ترانيمهم وقصائدهم وكتاباتهم وعباداتهم منذ أكثر من تسعة عشر قرنًا. ستكون إهانة كبيرة لهم إذا قُلْنا لهم ألّا يستخدموا كلمة “الله“. عندما نرَوِّج لمثل هذا التعليم، فإننا نوسِّع هوة الانفصال بين المسيحيين والمسلمين بدلاً من أن نبني جسرًا بينهما. أولئك الذين لايزالون يصرون على أنَّ الإشارة إلى الإله باسم “الله” يُعَد تجديفًا يجب أن يفكروا أيضًا في أنَّ والد محمد كان يُدعى “عبد الله” قبل ولادة ابنه وقبل تأسيس الإسلام بسنوات عديدة!
مقتَبَس من كٍتاب “بِناء الجسور” للكاتب فؤاد عقاد (كولورادو سبرينجز- كولورادو: مطابع منظمة الملاحون The Navigators صفحة 22).
أعتقد أنَّ المشكلة ليست فيما إذا كان من المناسب أن يستخدم المسيحيون كلمة “الله” للإشارة إلى الإله أَم لا، ولكن ربما تكون المشكلة فيما إذا كان “الله” في القرآن هو نفْسه “يهوه” YHVH في الكتاب المقدس. الإجابة في رأيي: “بالطبع لا!” ولكن كما أنني لا أتوقف عن استخدام كلمة “God” الانجليزية لكون الكثير من المذاهب المزيفة تستخدم نفْس تلك الكلمة، كذلك لا أحتاج أن أتوقف عن استخدام كلمة “الله” لمجرد أنَّ القرآن يستخدم نفْس الكلمة. ولكن بالأحرى عليَّ أن أكشف للمسلمين الهوية الحقيقية لله في الكِتاب المقدس بدلًا من أن أتعارك معهم حوْل دلالات الألفاظ مما سيمنعنا من الوصول إلى القضايا الحقيقية.
كأتباع للمسيح، علينا أن ندعم بعضنا بعضًا ونصلّي من أجل بعضنا البعض حتى وإنْ كانت هناك بعض الاختلافات البسيطة في المفردات التي نستخدمها في مشاركة الرسالة الوحيدة الفريدة للإنجيل الواحد الحقيقي إنجيل ربنا يسوع المسيح.
سلام لكم.